(5) رمز الغطس تحت
(6) رمز مد يد الترميذا الى المتعمد:
ان عملية مد يد الترميذا الى المتعمد، تعني انتشال الغريق الذي لا حول ولا قوة له (سيعطيهم الحي العظيم يد المساعدة):نياني اد مصبتا. دلالة ان الانسان يبقى ذلك الكائن الضعيف لولا ايمانه بالرب وبركته اليت سوف يكسبها اثناء مراحل المصبتا اللاحقة، والتي تعطيه القوة والثبات في الحياة الجديدة في ظل ولادته الجديدة (سوف اخذه بيده واكون منقذه ودليله الى مكان النور): نياني اد مصبتا.
وترمز الى استقبال هذا المولود الجديد في الحياة الايمانية المندائية، مرة ثانية في هذا العالم برحمة الحي العظيم (مسبح اسمه). (انهم بشكران تقبلوا عطايا الحي العظيم الطيبة): نياني اد مصبتا.
(7) رمز جلوس المتعمد بين ساقي الترميذا وصولجانه :
ان الترميذا هو المنقذ والاب او الوسيط الذي يحاول بدوره ان يوصل استغفار وتوبة المتعمد الى خالقه جل شانه. فهو يمثل الاب الذي يرعى ابناءه. فمثلما يستقبل الاب ابنه عند ولادته المادية في هذا العالم، بين ذراعيه ليعطيه الحنان والمحبة وليشعر بزهو الحياة. هكذا نمثل جلوس المتعمد بين ساقي الترميذا وصولجانه ، ليعطيه الرحمة والمحبة والقبول في الحياة مرة اخرى (انشدت اليه ترانيم بصوت عذب، وايقظت قلبه من نومه وعلمته حكمة الحياة): كنزا ربا. وليكرسه انسان جديد وباسم الحي العظيم (وضعني بين ركبتيه ونطق علي اسم الحي العظيم): نياني اد مصبتا.
(
رمز رشم جبهة المتعمد من قبل الترميذا:
هنا الدلالة الاولى او العلامة الابتدائية، لتكريسه كانسان جديد وبالماء الجاري الذي يحمل صفة النور المتجسد (ان رسمي بالماء الجاري العظيم ماء الحياة الذي لا يدرك الانسان قوته): نياني اد رهمي. ماء الرحم المقدس (سائل الحياة) الذي ولد فيه، لاعطائه ثقة في تقبل حياته الجديدة من قبل الرب والناس وتهيئته لرشمه بزيت السمسم الطاهر.
(9) رمز شرب المتعمد، الماء من كف الترميذا:
دلالة حنان ورحمة ومحبة الله له باعطائه جرعات من الماء الجاري الماء الحي، لتهب نفسه القوة والثبات ومواصلة ادائه لمراسيم المصبتا. وتقبله بقية الاسرار. فهكذا الله ينتشلنا من الغرق في شهوانيتنا للمادة ويهب لنا جرعة من الحياة تسري في عروقنا (سكبت فينا وملاتنا من حكمتك ومن عقيدتك ومن طيبتك): نياني اد مصبتا. ترد لانفسنا الصحة والعافية (يا ايها الشافي الذي دواؤه المياه الجارية): نياني اد مصبتا. لتبعد عنا هول الغرق واموت والعذاب في ملذات الحياة الفانية.
(10) رمز تصعيد الاكليل الى عمامة المتعمد:
ترمز الى تتويجه بالنور (ما اكثر اشراق نورك وما اشد اضاءة تاجك الذي يكلل راسك): دراشا اد يهيا. فالاكليلة في رمزية الديانة المندائية تمثل النور، وهو بذلك يكون رسول النور والمعرفة والطهارة على الارض، ولينصب مندائيا ملكا باخلاقه الفاضلة وبمحبته وصلاته للخالق الحي العظيم (مشبا اشمي).
وترمز ايضا للحياة الجديدة والازدهار الذي ينتظره في حياته وانتشار رائحة الحياة الزكية منه باخلاقه الفاضلة وافكاره المستمدة من احكام ربه (ليتوهج ويشع الاكليل وتتوهج وتشع اغصان الاكليل): نياني اد مصبتا.
اذن فالاكليلة رمز للنور، وهي رمز الشفاء والصحة من الخطيئة والنصر للفضيلة والحياة. وهذا يؤكد لنا بان المراسيم المندائية، تتضمن الحيوية والصحة للجسم والنفس معا. فالاكليلة والمادة المكونة لها (الاس) ترمز الى انبعاث الحياة الجديدة والتثبيت فيها، والى الخصب والازدهار والانتعاش بمعرفة وتوحيد الخالق.
(11) رمز ترسيم وتتويج الراس دون سائر الاعضاء:
الراس هو الجزء الاعظم والاشرف في الانسان، يحتوي على جميع الحواس الباطنة والظاهرة، ويحتوي على العقل (مانا) هبة الله المقدسة. فاذا رشم الراس بالزيت المقدس او توج، بذلك ارتسم وتوج العضو الرئيسي في الانسان وبالتالي الانسان كله.
(12) رمز اخذ العهد (كشطا) من المتعمد بالماء:
هذا عهد الحق الاول الذي يقطعه الانسان على نفسه امام الرب (كل الملائكة النورانية يمسكون يده اليمنى بالعهد): الما ريشايا ربا. واثناء ولادته الجديدة بانه في كامل ارادته عند مجيئه الى التعميد، ورغبة منه في اخذ اسرار التعميد وتقبل بركة الرب عليه (اسرعت لاتعمد بعماد الرب العظيم على ضفاف الماء الجاري العظيم): كنزا ربا.
(13) رمز تقبيل الايدي:
دلالة الشكر والامتنان للرب ولخلقه ونعمه وعلى راسها رحمته علينا ومحبته العظيمة لنا (الطيبات هيأناها لادم ورفعناه وجعلناه في منزلة رفيعة): كنزا ربا. ولقداسة العهد واحترامه من قبل الترميذا والمتعمد.
(14) رمز خروج المتعمد من اليردنا والصعود الى على اليابسة مع الترميذا:
وترمز الى اكتمال ولادته التكوينية في رحم الحياة المقدس (اليردنا) وخروجه الى ارض الواقع (الحياة المادية) لاكمال تقبله اسرار تثبيته الجديد في التعميد (ما اجمل تلك الغرسات التي زرعت عند الماء الجاري ونمت وانتجت ثمرا نقيا): نياني اد مصبتا.
(15) رمز دوران المتعمد حول الطريانة (المبخرة):
ترمز الى سلامه وتحيته الى كل خلق الله من ملائكة وعوالم وكائنات نورانية، وتقبل اعلان ولادته وتوبته امام الخليقة باسرها (طوبى للذي يسمع حديثه ويسير في الطريق الذي يسمع بع حديث الحي العظيم): دراشا اد يهيا.
ورائحة البخور الصاعدة في دوائر من الدخان، نعبر عن وجود الصلاة والتسبيح والحمد للرب.
(16) رمز رشم جبهة المتعمد بزيت السمسم المقدس من قبل الترميذا:
دلالة ختم هذا الانسان (المولود الجديد) بختم الله واسمه ورسمه الطاهر الذي لا يمحى ابدا (هذا هو زيت الضياء والنور الذي باركه الحي): نياني اد مصبتا. وشفائه من كل اخطائه. وان اسم الرب المثبت على جبينه يعطيه الصحة والعافية والخلاص من جميع امراض الخطيئة وتوابعها كافة (ان الذين مسحوا بهذا الزيت سوف تزال عنهم كل الالام والامراض والخطايا): نياني اد مصبتا. وان جميع الارواح الشريرة والخطايا التي تسكن الجسد ستغادره حال وضع اسم الرب العظيم على الانسان (ان كل انسان يمسح بهذا الزيت سوف يحيا وسيكون معافى قويا): نياني اد مصبتا.
ويرمز الى نقاء الفكر والدماغ من افكار السوء وتقبل افكار النور واعطاء العقل حرية الحركة الفكرية بعدما كان اسير الخطيئة.
فالرشم بالزيت (الختم) رمز لملوكية الانسان الجديد. فالختم هو علامة ابناء النور وعلامة الحياة التي تميز المندائيين عن غيرهم.
(17) رمز طماشة يد المتعمد اليمنى وعدم الكلام:
دلالة قداسة الطعام والشراب الروحيين الذين سوف يتناولهما، واحترامه وتقديسه لهما. وليستقبل غذاءه الروحي بكل هدوء لينصت الى صوت الرب في داخله (الحي العظيم يسكن هؤلاء الذين يحبونه في مكان الضياء العظيم والدار الخالدة): نياني اد مصبتا.
(18) رمز تناول الطعام المقدس (بهثا) والماء المقدس (ممبوها):
مثلما الانسان يحتاج الى طعام وشراب ليعيش على هذه الارض، ايضا يحتاج الانسان الى الذي يولد ولادة جديدة روحانية بحياة جديدة، الى غذاء وشراب روحاني ليدعم ولادته ولتعطيه البركة والصحة (كل انسان ياكل البهثا ويشرب الممبوها سيعيش ويكون معافى وقائم): الما ريشايا ربا.
فلذلك يشترك المتعمد باخذ حصته ورزقه من هذه الحياة المندائية الجديدة وكامل حقوقه كفرد مندائي. وبالتالي تحل نعم الله وبركاته في جسده لتهبه الصحة والقدرة على المواصلة والنمو في الحياة الجديدة (الكرمة التي شربت من ماء الحياة واخرجت اثمارا طيبة وتفرعت اصولها وتشابكت اغصانها): دراشا اد يهيا.
ان (البهثا والممبوها) تتقدس عندما يقوم الترميذا بتلاوة ثماني (بوث) تخص البهثا وهي ترمز الى وجود الجنين في رحم امه، وبوثتين تخص الممبوها الاولى منها ترمز الى اكتمال الجنين والثانية ترمز الى ولادة الجنين. والبهثا والممبوها تندرج مع شهود طالب التعميد المندائي في يوم الخلاص.
(19) رمز وضع يد الترميذا على راس المتعمد:
لينال بركة الله من خلال الترميذا، ولطرد الشر والخطيئة منه معلنا الترميذا بان هذا الانسان اصبح من اتباع الحي العظيم والملكي النورانيين ولا يمسه الشر والخطيئة.
يطلب الترميذا من الحي العظيم ان يمنح المتعمد قوة جديدة من لدنه (نحن نتضرع اليك يا ربنا ان تضع علينا من قوتك): نياني اد مصبتا. قوة الخير المنتصرة على الشر، قوة النور المنتصرة على الضلام (ان اسم الرب ينطق على الانسان الميت فيحيه وعلى المريض فيشفيه وعلى الاعمى فيبصره وعلى الاحمق فتسكب فيه الحكمة والعقيدة): نياني اد مصبتا.
ان الحياة معركة حامية بين الخير والشر بين النور والظلمة بين الحياة والموت. فلذلك وجب اعطاء المتعمد الذي اعلن نفسه مع جانب الخير والنور والحياة قوة كبيرة لدخول المعركة ولاثبات ارادته الصلبة في سبيل الله ونفسه وخلاصها. اعطاءه قوة وارادة صلبة ليحافظ على نقاوة قلبه وعقله من التدنيس.
(20) رمز مد يد المتعمد اليمنى الى اليردنا:
وذلك لاداء الشهادة والقسم الخاص بالتعميد، وهنا سوف يشهد بالماء الجاري (اليردنا) ماء الحي الذي ولد فيه (الرحم المقدس) بان لا يغير كلمته التي اعلنها امام الله والخليقة، وان لا يبدل رسمه الطاهر الذي ارتسم به (نحن حصلنا على النقاء من الرب ونلنا الوسم الطاهر): نياني اد مصبتا. وان لا يحنث بالعهد الذي قطعه على نفسه.
(21) رمز قيام المتعمد وجلوسه مع الترميذا:
ترمز الى الترحم لنفسه ولعائلته المندائية ولابائه واجداده ولعلمائه ولانبيائه منذ بداية الحياة على الارض الى يوم الخلاص. وليكون بذلك على اتصال مع اسلافه الطيبين والمؤمنين الذين تقبلوا اسرار المصبتا ( كل انفس ابائنا الطيبين مؤشرة باشارة الحي العظيم): الما ريشايا زوطا.
(22) رمز وقوف المتعمد وترديد الدعاء بعد الترميذا:
وهنا واقفا وليس لديه شيء سوى توسله للخالق العظيم (يقفون هناك يمجدون ويسبحون باسمك انت يا ملك النور العظيم): كنزا ربا – يمينا. بان يقبل توبته وان يمن عليه بالمعرفة الحقيقية التي تدعم ولادته وحياته الجديدتين ويطلب من الحي العظيم بان يكون حصته الابدية (قف يا ادم وسبح وانحن للحي العظيم الجبار): كنزا ربا – يمينا. وان يتحرر من جميع القيود المادية والمعنوية. وهو اعتراف صريح وصادق بينه وبين خالقه على كل اخطائه وثورته عليها وتوبته منها. معلنا تسلمه اسرار المصبتا كاملة ووصول عملية غفران خطاياه وتكوينه الجديد الى نهايتها (ان الذين نزلوا الى اليردنا وتعمدوا بها وارتسموا برسم الحي لن يدانوا): دراشا اد يهيا.
(23) رمز شكر المتعمد للترميذا:
دلالة رمزية الشكر للخالق على كل نعمه وفضائله التي اغدقها على المتعمد من لدنه اثناء التعميد (تكلمت معهم وباركتهم ببركات الطيبين التي ستبقى فيهم): كنزا ربا – يمينا. والذي كان الاداة الفعالة بها وهو الترميذا الذي يعتبر رسول التوبة والمحبة.
(24) رمز رمي الاكليل في اليردنا:
ترمز الى نهاية مراسيم تقبل اسرار التعميد العظيمة، والى اكتمال ولادته الجديدة التي سيستقبل بها العالم والحياة الجديدة (قلبي العليل شفي ووجدت نفسي الغريبة الراحة): كنزا ربا – يمينا. وبدا معركته مع الحياة لاثبات نفسه كانسان مندائي ممتلىء بايمان ثابت ومطرد بالرب الحي العظيم، وللمحافظة على ولادته نقية طاهرة (سنسير في دروب الناس الصادقين المؤمنين): نياني اد مصبتا. ولان الاكليل (تاج ولادته) مقدس وطاهر، فلذلك وجب رميه في الماء الجاري (يردنا) المقدس.
(25) رمز العدد ثلاثة في تكرار الرمز:
ان رمز العدد ثلاثة في تكرار الرمز في اغلبية الطقوس والمراسيم الدينية، لها اهمية خاصة في اللاهوت والفكر المندائي، فماذا نقصد في تكرار الرمز ثلاث مرات: فمثلا في (الرشاما) رشم الجبهة ثلاث مرات، وغسل الوجه والاذنين والانف والركبتين والساقين ثلاث مرات ايضا، وفي (المصبتا) الغطس ثلاث مرات (الطماشا) فالعدد ثلاثة لتكرار كل رمز موجود في اكثرية المراسيم الدينية المندائية.
ان العدد ثلاثة يرمز الى مكونات الانسان الثلاثة حسب اللاهوت المندائي وهي:
1. بغرا = الجسد (يمثل الجزء المادي، أي وعاء النفس والروح، والهيكلية التي تعيش فيها في هذا العالم، والذي خلقه الله على صورة الملائكة، ومن الطين، وهو فاني وغير ذا اهمية وقدسية في المنظور المندائي، حال وفاته خاصة، ويسري في داخله الدم، والذي يعتبر مادة غير مقدسة).
2. روها = الروح (تمثل المدركات والغرائز والطاقة في الانسان والكائنات الاخرى، وتمثل ايضا المادة والشهوة).
3. نشمثا = مانا = النفس = العقل (وهي نفحة الخالق الطاهرة والضمير النقي في الانسان، وهي موجودة في الانسان فقط دون سائر المخلوقات، ولقد جلبت من ملكوت الحي = بيت الله (بيت هيي) بامر من الخالق العظيم (مسبح اسمه) بعد ان فشل الملائكة في احياء جسد ادم، ولقد جلبت بصحبة الملاك هيبل زيوا مع ثلاثة من الاثري، والنفس لابد ان ترجع الى ملكوت الله، بعد اتمام دورتها الحياتية الطبيعية، وعروجها الى اماكن الحساب (مطراثي) لتنقيتها من الشوائب والاعمال الباطلة التي لحقت بها اثناء وجودها الغريب في عالمنا الارضي هذا).
فالمكونات الاساسية لهذا الكائن الذي هو وحدة لا تقبل الفصل في هذه الحياة، بين الجسد والنفس (العقل) والروح، وان اعماله الدينية، مهما كانت روحية تبقى متجسدة بدرجة معينة. فالانسان يجب ان يشرك اجزاءه كاملة في عبادته للخالق العظيم، وان يرسم مكوناته الاساسية برسم الحي العظيم (هيي ربي) مشبا اشمي. وبالتالي يكون وحدة واحدة في عبادته.